هل حقا وصلنا إلى تلك الدرجة من التقدم؟ ولماذا علينا دراسة ذلك؟ إليك مقدمة بسيطة قبل أن ندخل في موضوع المقال و البحث الذي تقوم به مجموعة بحثية بمعهد ماساتشوسيتس بالولايات المتحدة الأمريكية. لعلك سمعت عن مجال مثل الذكاء الصناعي و كذلك سمعت و ربما شاهدت ذلك التطور الملحوظ في الروبوتات و الآلات ذاتية التحكم بشكل عام. أنا كمصمم لروبوت أهدف إلى جعله ذاتي التحكم أو بمعنى آخر أبرمجه لكي تكون لديه القدرة على أخذ قرارات بمفرده. صحيح أنني أعلم كيف سيتصرف الروبوت الذي أستخدمه في كل موقف و كيف يقوم بالحسابات حيث أنني من قمت ببرمجته .. كل هذا جيد .. و لكن افترض معي الآن مكان به عشرات أو مئات من تلك الروبوتات. المشكلة الآن أصبحت معقدة .. أنا كنت أعرف تحديدا كيف سيتصرف كل واحد على حدة و لكن في ظل هذا المجتمع من الآلات ذاتية التحكم يصبح توقع و حساب ذلك أمرا غاية في التعقيد. أحتاج إذن في هذه الحالة وسيلة لكي أرى العمليات التي تدور داخل “أدمغة” عشرات الروبوتات عند حدوث موقف تفاعلي معقد. و حصولي على تلك المعلومات سيفيد كثيرا قبل أن أقرر – على سبيل المثال – أن تتفاعل تلك الروبوتات في موقف به بالفعل بعض البشر وذلك حفاظا على أمنهم. هذه الوسيلة ستمكنني من محاكاة موقف بعينه و ليكن إنقاذ طفل من الغرق بواسطة بضع روبوتات. في وسيلة المحاكاة هذه سأرى ما الذي يمكن حدوثه و كيف سيخطئ أو يصيب فريق الروبوتات في عملهم الجماعي. يمكنني حينها تعديل البرمجة بشكل يتفادى الأخطاء التي قد تقع و كذلك أن أحسن من أداء تلك الآلات. هذا بالضبط هو بحث أصدقائنا في (MIT) حيث يعمدون إلى عمل بيئة محاكاة تشابه المعمل أو الموقف الحياتي بحيث يمكننا وضع الروبوتات ذاتية التحكم سويا و افتراض سيناريو معين لحدث ما. يتم هذا من خلال مجال يسمى بالواقع المدمج أو التخيلي “Augmented Reality” والذي من خلاله يستخدمون بعض أدوات العرض الضوئية لجعل البيئة المحيطة تشبه -على سبيل المثال- ملعبا للكرة أو ساحة للحرب أو مكان به جبال و طرق ومنحنيات و هكذا. يتم وضع الروبوتات في تلك البيئة و مراقبة تصرفاتها و كيفية تفكيرها لحظة بلحظة في وقت حدوثها. لتتعرف أكثر على المشروع يمكنك مشاهدة الفيديو الموجود على صفحة مجلة سبيكترام عبر الرابط http://spectrum.ieee.org/automaton/robotics/artificial-intelligence/mit-augmented-reality-room-shows-what-robots-are-thinking
مؤسسة علماء مصر – ٢٠١٥- جميع الحقوق محفوظة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق