عين إلكترونية تسمح لرجلٍ أعمى أن يبصر مجددًا
بعد عشر سنوات من الظلام، يتمكّن رجل أعمى من رؤية الملامح العامة لزوجته بفضل عين إلكترونية.
تحوي عملية الزرع، المسماة “بديل اصطناعي للشبكية” retinal prosthesis، على شريحة إلكترونية صغيرة توضع في الجزء الخلفي من العين لإرسال الإشارات البصرية مباشرةً إلى العصب البصري، وهذا يتجاوز الخلايا التالفة في شبكية عين الرجل.
لا تملك العين الإلكترونية ما يكفي من الأقطاب الكهربائية لإعادة رؤية تفاصيل الوجوه. لكن للمرة الأولى منذ خسارته لنظره، تمكّن الرجل من رؤية الملامح العامة للناس والأشياء، والسير بدون عكاز
مرض تنكسي
يعاني ألين زديراد Allen Zderad من حالة وراثية تسمى إلتهاب الشبكية الصباغي retinitis pigmentosa، حيث أن الخلايا التي تجمع الضوء في شبكية العين تموت تدريجيًا.
معظم الذين يعانون من هذه الحالة يواجهون انخفاضًا في الرؤية الليلية فقط، فيما يخسر البعض الرؤية المركزية لديهم تمامًا.
بعد عشر سنواتٍ مع المرض، عرف زديراد ببراعة كيفية مواصلة النجارة بالإعتماد على حاسة اللمس وإدراك العلاقات المكانية. لكنه كان أعمى فعليًا، فلم يستطع رؤية زوجته أو أحفاده، بل استطاع فقط رؤية أضواء ساطعة للغاية.
وكان حفيد زديراد يُعالج من هذه الحالة الوراثية نفسها من قبل طبيب العيون في مايو كلينيك في. روتشستر بولاية مينيسوتا، الدكتور ريموند ايزي الإبن Dr. Raymond Iezzi, Jr., an ophthalmologist at the Mayo Clinic in Rochester, Minnesota. وذكر حفيد زديراد أن جده كان تقريبًا أعمى كليًا، فطلب الطبيب رؤية الجد .
اتضح فيما بعد أن الدكتور إيزي أجرى تجربة سريرية لزرع عين إلكترونية. وأصبح زديراد المريض الأول الذي يخضع لهذه العملية عند هذا الطبيب.
تجاوز المبصرات
فعلى الرغم من أن التهاب الشبكية الصباغي يدمر المُبصرات photoreceptors, غير أن باقي شبكية العين، بما في ذلك الخلايا العصبية التي ترسل الإشارات الضوئية إلى الدماغ، تبقى بحالة جيدة.
وفي شريط فيديو صادر عن كلينيك مايو على اليوتيوب، قال إيزي: ‘ ما نحاول القيام به هو إستبدال وظيفة هذه المبصرات المفقودة. ‘
وفي كانون الثاني، زرع إيزي العين الإلكترونية عن طريق إدخال رقاقة ورقاقة مع 60 من الأقطاب الكهربائية من خلال اﻷعصاب في العين اليمنى لزديراد. كما عدّل الإلكترونيات خارج العين، ثم وضع الرقاقة على الجزء المنحني في الجزء الخلفي من العين حيث توجد الشبكية.
وبعد أسبوعين، أجرى الفريق الجزء الخارجي من الجهاز: مجموعة من النظارات التي تحتوي على كاميرا صغيرة على جسر الأنف و جهاز كومبيوتر belt-pack.
تُصوّر الكاميرا العالم الخارجي كما تراها العين، ومن ثم تزوّد المعلومة للكمبيوتر التي يضعها زديراد حول خصره. فيترجم الكمبيوتر تلك الصورة إلى إشاراتٍ ضوئية التي تُبث بدورها، من خلال جهاز إرسال لاسلكي، إلى الأقطاب الكهربائية الموجودة في عين زديراد. والأقطاب الكهربائية، بدورها، تنقل الإشارات الضوئية إلى العصب البصري الذي يناوب المعلومات إلى العقل.
وبمجرد ما نجحت عملية الزرع، استطاع زديراد التقاط يد زوجته الذي لم يرها لعقدٍ من الزمن. حتى أنه لمح إنعكاس لصورته على النافذة.
لكن وفقًا لبيان مايو كلينيك عن الموضوع، ما زال عليه أن يحضر جلسات العلاج الطبيعي لتفسير الإشارات الضوئية القادمة من عملية الزرع بشكل أفضل. وذلك لأن النظام ينشئ ومضات قليلة من الضوء بدلًا من الصور التقليدية.
فيديو التجربة:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق